نص امتحان اللغة العربیة في البكالوريا يھین
الأساتذة والوزارة في ورطة
نورية بن غبريت |
الأسانتیو ھل اختارت الوزارة ھذا النص لأن الأساتذة يطالبون بتحسین ظروفھم؟
استاء الأساتذة الذين اطلعوا على نص الموضوع الثاني لشھادة البكالوريا الخاص بمادة اللغة العربیة في شعبة اللغات الأجنبیة مما وصفوه بـ إھانة مقصودة من قبل معدي الامتحان حیث تضمن النص وصف أھل القطاع بالسجانین وأنھم خلقوا لغیر التعلیم، الأمر الذي أثار تذمرھم. وحملت الفقرة الأخیرة من النص المذكور العبارة التالیة كم في الدنیا من ناس أشقیاء أكبر شقائھم ناشئ من أنھم يعملون فیما لم يخلقوا له نسوا أن التعلیم عمل روحي لا يصلح له إلا من تجرد للروح وشؤونھا وقلبوه إلى عمل آلي فحرموا لذة الروح“. والأكثر من ذلك يؤكد الأساتذة أن النص وصف أھل القطاع بـ السجانین، وھو الأمر الذي تضمنته العبارة التالیة وكانت حجرة التعلیم سجنا وعلاقتھم بالمتعلمین علاقة سجان بالمسجونین، لیؤكد نص مادة اللغة العربیة في شھادة البكالوريا لدورة 2018 بأنھم لم ينجحوا في التعلیم الذي قیدوا أنفسھم به ولا في المال الذي طمحوا إلیه لینتھي النص المذكور إلى مطالبتھم بإراحة أنفسھم من التعلیم ويريحوا التعلیم من أنفسھم.
الأساتذة المستاؤون أكدوا في تصريحاتھم لـ البلاد، أنھم يرفضون ھذه الإھانة إن كان الأمر مقصودا من قبل وزارة التربیة، خاصة أن النص تضمن ربطا بالمال وھو ما يعني إسقاطا مباشرا على المطالبة بضرورة تحسین الظروف المادية والمعنوية لأھل القطاع، متسائلین ھل تعمدت وزارة التربیة إھانة الأساتذة من خلال ھذا النص الموجه إلى تلامیذھم في أھم مرحلة من مسارھم الدراسي وتصويرھم على أساس أنھم سجانون وطامحون وراء المال وفقط.
في سیاق متصل أكد يحیاوي قويدر الأمین الوطني المكلف بالتنظیم في النقابة الوطنیة لعمال التربیة في تصريح لـ البلاد، أنه اطلع على نص الامتحان ووقف على العبارات التي تھین أھل القطاع، مؤكدا أنه حتى وإن كان الأمر غیر مقصود من قبل وزارة التربیة أو معدي الامتحان كان من المفروض عدم وضع مثل ھذه النصوص بالمرة، خاصة في نھاية المسار الدراسي للتلامیذ وكان من المفروض أن يحدث العكس من خلال نصوص تمجد الأساتذة وشكرھم على التضحیات والعمل المقدم طیلة 12 سنة من التدريس ولیس التشكیك في الأساتذة واتھامھم بتحويل الأقسام إلى سجون وأن ھمھم ھو المال والمكتسبات المادية فقط، متسائلا: لماذا يتم اختیار موضوع يھین الأساتذة ويشكك في قدراتھم في نھاية المسار الدراسي للتلامیذ؟ وأكثر من ذلك يطالبھم باختیار مھنة أخرى تجلب لھم الأموال، لیضیف ألیس من حق الأستاذ المطالبة بتحسین ظروفه؟ ودعا محدث البلاد إلى ضرورة مراجعة المناھج الدراسیة والقرارات الارتجالیة غیر المدروسة، مؤكدا رفضه ومن خلاله كل الأساتذة ھذه الإھانة حتى وإن كانت غیر مقصودة، مع العلم أن النص محل استیاء الأساتذة ونقابة ”الأسانتیو“ تم اقتباسه من مرجع فیض الخاطر لأحمد أمین.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق